صيد البط هو من أمتع أنواع الصيد على الإطلاق لما فيه من مهارة وحنكة فى جميع خطواته إبتداء من إنتقاء العدد والأدوات والأسلحة والخرطوش والأصوات والأجهزة المستخدمة فى النداء ( خاصة فى الصيد ليلاً )
إلى إختيار مكان الصيد وعمل العش ( اللبدة أو الكمين ) وتمويهه وتوجيهه بناء على إتجاه الريح لأن البط غالباً ما يقابل الريح عندما يهبط وكذلك فى حالة الأنواء والرياح الشديدة فإن البط يريد مكاناً يحتمى فيه من الريح (كفال) وذلك غالباً ما يكون بالقرب من غابات البوص أوالبردى أو أى مرتفعات رملية بجوار الماء تكفله من الريح وهذا هو المكان الذى سوف تختاره طبعاً .
وكذلك من المهم جداً معرفة طريقة نثر الخيالات وتقسيمها لمجموعات وعمل (طرق أو سكك) بينها وبين بعض لترك فرصة للبط أن يقترب أكثر مسافة ممكنة وكذلك لكى لا تتكسر الخيالات إذا ضربت رف بط فى الماء قريبأ منها .
أما أهم عدد وأدوات صيد البط وخاصة الصيد الليلى هى وسيلة النداء
لأن معظم الطيور المهاجرة تكون طائرة على مسافات عالية وخاصة فى الأماكن التى تعبر منها فقط وليست منطقة تشتية , أى ليست لديها نية ومغريات الهبوط ولكن الوضع يختلف إذا سمعت صوت رفاقها ( الخيالات طبعاً ) تنادى فبحثت عن مصدر الصوت فوجدت رفاقها يأكلون ويلعبون ويستأنسون
عندها ستهبط لتلقى مصيرها المحتوم وإنا لله وإنا إليه راجعون
ومن وسائل نداء البط القديمة الصفارات اليدوية النى تصدر أصواتها عن طريق الفم ولقد برع الأجداد فى إستخدامها وتفننوا فى صنعها وإيقاع الطيور عن طريقها
ثم ظهرت فى السبعينات أجهزة النداء الإيطالية الصنع(Bird Sing & Lockvogel) والتى ساهمت بشكل كبير فى تناقص أعداد طيور الصيد بشكل عام والبط بشكل خاص حتى صار إقتناؤها وبيعها فى أغلب دول أوروبا جريمة يعاقب عليها قانون حماية البيئة .
ولأصوات هذه الأجهزة مفعول السحر فى إيقاع الطيور لأنها مجهزة لإعطاء نفس نبرة وتردد صوت الطائر وكذلك تكمن عبقرية صنعها فى معرفة الجمل الصوتية التى تجذب الطيور لأنها وكما نعلم جميعاً أمم أمثالنا ولها لغة خاصة
فهناك صيحات التحذير وهناك نداءات الغزل والتزاوج وهناك أصوات المآكل وأصوات الشجار والنزاعات
ولذلك ليس أى صوت مسجل للطائر ينفع فى الصيد ويجذب الطيور وللعلم فإن أغلب أصوات الطيور التى توجد على النت ويتداولها الناس هى أصوات للتعريف بصوت الطائر فقط لهواه مراقبة الطيور ( Bird watchers ) وليست للصيد أو لجذب الطيور
وستحس بمتعة الصيد حقاً وبقيمة إحترافك وخبرتك عندما يأتى عليك رف بط ويطوف على الخيالات وفى يدك بندقية أوتوماتيكية ومن نظرتك إليه تعرف إذا كان ينوى الهبوط على الخيالات أم لا لأنه لو حط على الخيالات سيكون متجمعاً ويكون ضربه أسهل فى أول خرطوشين ( تكنسه كنساً ) وبعدها تنقل على الباقى بما تبقى من خرطوش فى البندقية وتعرف أيضا من سترمى أولاً وتعرف المدى الذى تبدأ الضرب فيه وتقدره بحيث أن يكون الخرطوش الخامس مثلاً والطير لا يزال فى مجال الضرب بحيث تكون جميع الضربات صائبة بإذن الله وتوفيقه
وتوقع أكبر عدد ممكن من كل رف يعبر عليك لأنه نادراً ما يكون عدد هذه الرفوف كبيراً فهناك أيام لا يعبر عليك سوى رف واحد ولا يريد أن يحط على الخيالات وكثيراً ما يحدث ذلك ولو الصياد محنكاً وخبيراً وموفقاً ممكن أن يوقع 6 بطات أو أكثر فى الخمس طلقات بأن يساوى زوج أو أكثر فى أول خرطوشة والأربعة الباقين بأربع بطات ولا شك أن ذلك يحتاج لتمرين وخبرة لأن نجاح خطتك يعتمد على التوقيت الذى تبدأ فيه الضرب وفوق كل ذلك توفيق من الله عز وجل
وتتنوع أماكن صيد البط وأوقاته حسب نوع البط ومواعيد وعادات تغذيته وكذلك حجم القمر وإضاءته ( التوقيت بالشهر العربى ) لأنه عموماً يكثر عبور البط فى الليالى المقمرة
فهناك الأماكن التى يأتيها البط للأكل وتسمى مأكل وغالباً ما يردها البط فى ثلث الليل الأخير حتى الضحى (فى الليالى المقمرة فقط) وهناك الأماكن التى يأتيها للنوم وتسمى مبيت بفتح الياء وغالباً ما يردها بعد العصر وتسمى (حُمرة بضم الحاء) أى حُمرة الشمس عند المغيب وهناك أماكن يستخدمها البط للتشميس وتنظيف ريشه وغالباً ما يكون ذلك ظهراً بعد تناول الطعام
وتختلف المواعيد حسب عمر القمر وحسب التوقيت من الموسم أى فى أوله أو وسطه أو آخره (أيام العودة فى الربيع).
ففى الليالى المقمرة أول الموسم يكون العبور كثيفاً وخاصة ليلاً ويكون الصيد معتمداً كلياً على الأجهزة والأصوات لجذب الطيور للخيالات ويكون أغلب الضرب والبط فى الماء لصعوبة الضرب الطاير ليلاً إلى حد ما ولكن إذا كان الصياد خبيراً بضرب الليل من الممكن أن يُطير الطير من الماء ويضربه طاير ليلاً
وهو مريح نوعا ما عن صيد النهار لأنه يحتاج لتخفى وتمويه أقل من النهار ويرحمك أيضاً من حرارة الشمس وصيد الليل يكون أسهل كثيراً خاصة فى القمر لأن البط يكون توه واصل من هجرته وعندما يسمع صوت الجهاز يسعى نحو رفاقه بتلقائية (الخيالات) وأنت بدورك تستقبله بإطلاق الرصاص وإقامة الولائم (عليه طبعاً) إبتهاجاً بوصوله وترحيباً به