رسول البشرية يوحد علماء مسلمين ورجال دين مسيحين في الحقيقة الدولية
الإساءة للنبي تحرق الدنمارك .. ومقاطعة منتجاتها بدأت في الدول الإسلامية
في الوقت الذي يحتشد فيه علماء مسلمين ورجال دين مسيحي في مركز الحقيقة الدولية للدراسات والابحاث الساعة الحادية عشرة من صباح اليوم للرد على الحملة المسيئة للنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم التي تبنتها صحف دنماركية ، فقد تجددت في المجتمعات العربية الإسلامية أجواء مقاطعة السلع الدنماركية رداً على إعادة نشر الرسوم المسيئة للرسول
كما انفجر الغضب الاسلامي في مدن الصحف المسيئة بحرق عدد من المؤسسات هناك.
وفي هذا المقام حث رئيس مجموعة المستهلك العربي وحماية المستهلك الاردنية الدكتور محمد عبيدات أمس على تنظيم "مقاطعة لا رجعة فيها" للبضائع الدنماركية. وقال عبيدات إن المقاطعة أضحت واجباً على جميع المستهلكين العرب والمسلمين.
وفي مكة المكرمة، دعت رابطة العالم الإسلامي الجهات الدنماركية المسؤولة إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف استمرار هذه الإساءات، مطالبة المراكز والمنظمات الإسلامية والمسلمين في الدنمارك "بضبط النفس وممارسة الحوار العاقل وعدم الانجرار إلى المهاترات والمعارك الكلامية".
وفيما يلي التفاصيل
تصاعدت أزمة إعادة نشر الرسوم المسيئة لرسول الله صلى الله عليه وسلم في 17 صحيفة دنماركية نهاية الأسبوع المنصرم ردا على ما وصفته الشرطة الدنماركية بـ"إحباط محاولة اغتيال لأحد رسامي هذه الرسوم ".
ففي جدة أدانت الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي إعادة نشرهذه الرسوم التي كانت نشرتها صحيفة "يولاندس بوستن" الدنماركية عام 2006م واستنكرت الرابطة والهيئات والمراكز الإسلامية التابعة لها في أنحاء العالم تكرار التطاول على الرسول صلى الله عليه وسلم والإساءة إليه وإلى رسالة الإسلام التي بعث بها رحمة للعالمين.
ووصف الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي رئيس البرنامج العالمي للتعريف بنبي الرحمة التابع للرابطة الدكتور عبدالله التركي عادة نشر الرسوم المسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم في عدد من الصحف الدنماركية بأنها إصرار على الإساءة إلى دين الله الخاتم وإلى نبيه محمد صلوات الله وسلامه عليه. ونبه التركي إلى أن هذا العمل يثير الكراهية والبغضاء بين البشر حيث يسيء إلى مسلمي العالم وهم مليار ونصف المليار من الناس مبينا أن الشعوب الإسلامية تتطلع إلى التواصل والتعاون والتعايش بين شعوب العالم وهي تحرص على الإسهام في تحقيق الأمن والسلام للبشرية , محذرا من نتائج الاعتداء على الدين الإسلامي وعلى مشاعر المسلمين الذين لا يقبلون الإساءة إلى دينهم والى نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم.
وطالب الجهات المسؤولة في الدنمارك باتخاذ الإجراءات التي توقف استمرار الإساءة للرسول صلى الله عليه وسلم , حاثا المراكز والمنظمات الإسلامية والمسلمين في الدنمارك على ضبط النفس وممارسة الحوار العاقل المفيد مع غيرهم وطالبهم بعدم الانجرار إلى المهاترات والمعارك الكلامية , مؤكدا حرص الرابطة والبرنامج العالمي للتعريف بنبي الرحمة التابع لها على متابعة هذا الموضوع بالتعاون مع المنظمات الإسلامية في العالم.
وقال إن على المسلمين ألا يدخلوا في دوامات ردود الأفعال الانفعالية وإن رسالة الإسلام رسالة عالمية وإنسانية خالدة وقد تكفل الله بحفظها وذلك بحفظه لكتابه العظيم وعلينا أن نجد في عرض مبادئ الإسلام وسماحته وعظمة تشريعه وبيان حقيقة شخصية النبي عليه الصلاة والسلام وأنه رحمة للعالمين وأن نعمل من خلال برامج تحقق النصرة لخاتم الأنبياء الذي نصره الله في جميع الحوادث والملمات.
من جهته أكد الأمين العام للبرنامج العالمي للتعريف بنبي الرحمة التابع لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عادل الشدي لـ"الوطن" أن البرنامج أصدر بيانا لشجب تلك الأحداث مشيراً إلى أنه انتهاك صارخ لمقدسات المسلمين في العالم.
واعتبر أن اتفاق كل الصحف مجتمعة على إعادة نشر تلك الصور في يوم واحد تواطؤ يستحق الإدانة لأنه يهدد التعايش السلمي بين الثقافات والأديان والشعوب داعيا العقلاء ومحبي السلام والجهات المسؤولة في أوروبا والدنمارك إلى إعلان موقف واحد يدين الاستهتار وضعف الشعور بالمسؤولية التي اتسم بها مسؤولو الصحف الذين يفترض أنهم من الصفوة المثقفة في المجتمع الدنماركي.
وأضاف الشدي أن الإسلام يدين محاولات الإخلال بأمن البلد الذي يعيش به المسلم بعقد أمان خصوصاً أعمال القتل والإحراق ولكن في المقابل ينتظر المسلمون من الجهات المسؤولة في تلك الدول إدانة لحملات الكراهية والازدراء والسخرية الموجهة لنبي الإسلام.
وأشار إلى أن البرنامج خاطب المسلمين في الدنمارك بالالتزام بالضوابط الشرعية في إنكار هذا العمل وضبط النفس وعدم إعطاء فرصة لمن يريد الإيقاع بهم في أعمال تحسب عليهم إلى جانب العمل الجاد على استصدار قرار يمنع التعرض للأنبياء ويستند للميثاق الدولي للحقوق المدنية والسياسية الصادر عام 1996م والذي نص على حظر أي شكل من أشكال التحريض على كراهية الدين واعتبر أن كل دعوة إلى الكراهية تتضمن تحريضا على التمييز والعداوة يجب أن يمنعها القانون.
ومن جانبه قال مساعد الأمين العام لمنظمة النصرة العالمية الدكتور علي بادحدح لـ"الوطن" إن المنظمة أصدرت أمس بيانا حول ما قامت به مجموعة كبيرة من الصحف الدنماركية من إعادة لنشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة يوم الأربعاء 6/2/1429، الموافق 13/2/2008.
وقال البيان إن المنظمة تدين ذلك وتستنكره , وتؤكد أنه لا يصدر إلا عمن ليس عنده احترام للأديان والأنبياء، ويعتبر مثالاً للإفلاس الحضاري والانحطاط الأخلاقي، كما يعكس صورة من صور الحقد الأعمى والعنصرية البغيضة لدى تلك الصحف ومن يمثلها.
وأضاف أن منظمة النصرة لا تثق في مصداقية هذه الإجراءات الأمنية لأنها تستند إلى قوانين الأدلة السرية وليس فيها محاكمة عادلة، والإبعاد لا يستند إلى إدانة وإنما يكفي فيه الاشتباه بحسب نص القانون، وبالتالي فإن المصداقية غير متوفرة ويؤكد ذلك الإعلان الرسمي بعدم كفاية الأدلة، وفي الوقت نفسه فإن المنظمة ترفض أي تصرف من هذا النوع، وتعتبر أن مثل هذا التصرف بالقتل أو العدوان -على افتراض وجوده - يمثل إساءة للإسلام ورسوله ويوفر الذريعة للعدوان على الإسلام وأهله.
يتبع..